آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

جعجع ل"الجمهورية": الحكومة تُغطّي محاولات الإغتيال وتُشجّعــــها وأدعو سليمان وميقاتي وجنبلاط إلى إسقاطها

الأربعاء 11 تموز 2012

بعد محاولة اغتيالك ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، فيما الرئيس سعد الحريري موجود خارج البلد، نجد أنّ قيادات 14 آذار أصبحت في الإقامة الجبرية، كيف ستواجهون هذا الواقع مع قرب الانتخابات النيابية؟

- لسنا في السجن، فرأينا حرّ ونستطيع التعبير عنه أينما كنّا، وبالتالي نحن نتّخذ التدابير اللازمة ليبقى رأينا حرّاً، فالحرية حالة نفسية. لكن أريد أن أطلب من كل مواطن لبناني أن يطرح على نفسه سؤالاً: لماذا قيادات 14 آذار هي وحدها مستهدفة منذ العام 2004 بدءاً بمروان حمادة وصولاً إلى بطرس حرب، وهو بالتالي سيجد الجواب على كيف يقترع أكان في الانتخابات الفرعية في الكورة الأحد المقبل أو في الانتخابات النيابية سنة 2013. فبطرس حرب لم يُستهدف لأنّ اسمه بطرس أو عائلته حرب أو لأنه من تنورين، لكن بسبب التيار السياسي الذي ينتمي إليه أي 14 آذار.

لبنان كان أرضاً مستباحة مدة 30 عاماً والتيار السيادي أي 14 آذار هدفه جمع الأرض وإقامة دولة لبنانية فعلية، لا صورية لتغطية واقع معيّن، تمارس سيادتها ويمارس المواطن سيادته من خلال الدولة. وفريق 14 آذار مستهدف لأنّ هناك دولاً كبرى ليس أوّلها سوريا وآخرها إيران لا تريد تحقيق هذا المشروع لأنّها تستفيد من الواقع اللبناني كما هو. نحن سنكمل المواجهة سلميّاً مهما كانت الظروف، وأكبر دليل أنّنا ذهبنا إلى محكمة دولية واليوم نخوض معركة كبرى هي معركة القضاء اللبناني والأجهزة اللبنانية ليتمكّنوا من وضع يدهم على محاولات الاغتيال، والعقبة الأولى أمام الأجهزة الأمنية هي عدم تسليم داتا الاتصالات.

ومشروعنا بالتالي هو أن نصبّ كلّ جهدنا لندفع الحكومة إلى تأمين ما يلزم للأجهزة الأمنية لتتمكّن من صدّ محاولات استهدافنا، على رغم أنّنا نأخذ الاحتياطات الشخصية المطلوبة لأننا نواجه خصماً لا يرحم ويعتمد أساليب إجرامية.

• هل حقّقت محاولات الاغتيال غرضها بجعل سمير جعجع سجيناً في معراب؟

- لا يمكنهم الحدّ من حركتي لأنّها حركة الروح والقلب والفكر والعقل، وهدفنا هو تحقيق مشروعنا السياسي، أمّا كيف نجسّد هذا الأمر على أرض الواقع فيمكن من خلال إقامة العشاء السنوي للمناطق في معراب وهذا ما حصل، وبالتالي هذه تدابير تقنية لا علاقة لها بجوهر العمل.

• هل ستستمرّ محاولات الاغتيال؟

- هذا المسلسل سيستمر. قيادات وشخصيات 14 آذار مستهدفة أكثر من أيّ وقت مضى ومهدّدة حتى إشعار آخر. الفريق الآخر اعتمد الاغتيالات أسلوباً للمواجهة ليلغي جسديّا كلّ من يعارض طرحه تحضيراً للأسوأ وللتطوّرات في المنطقة.

• من تقصد بالفريق الآخر؟

- لا أريد أن أحدّد وأدخل في التفاصيل.

• ألا تتسرّع 14 آذار في اتّهاماتها من دون أن تستند إلى الأدلّة، ولماذا لا تلتقون على مساحات مشتركة في الملف الوطني؟

- إيران وسوريا يستخدمان لبنان ساحة لتنفيذ خططهم الاستراتيجية، لكن أنا كلبناني أرفض هذا الأمر.

عندما بدأ الحوار الوطني أمضيت عشرات الساعات تحضيراً كما يلزم. وعندما يكون هناك مساحات مشتركة فنحن لا نتأخّر لحظة. لكن في المقابل هل من الصدفة أن لا يستنكر الفريق الآخر أو يعترف بأيّ محاولة اغتيال حصلت، وحتى إذا توفّي الشخص المستهدف يحاولون إيجاد أسباب تسخيفية؟ الفريق الآخر غير مستعدّ للبحث في مساحة مشتركة.

• لكنّهم لا يصدّقون الرواية؟

- حتى عندما توفّي سمير قصير أو جورج حاوي، لم يصدّقوا الرواية وطرحوا أسباباً لا تقنع أحداً. الفريق الآخر لا يترك مجالاً لبناء علاقات مع شريحة من اللبنانيين، وبالتالي نرى أنّ الميثاق الوطني يُضرب عرض الحائط نتيجة ما يحصل. ففي حين يتعرّض فريق 14 آذار لمحاولات اغتيال، نجدهم يبحثون في جنس الملائكة في ملف داتا الاتصالات عن سابق تصوّر وتصميم.

فهم استمرّوا في إعطاء الداتا من العام 2005 حتى 15/1/2012 لكن بقرار شخصيّ من وزير الاتصالات، ثمّ شرّع مجلس الوزراء هذا القرار في 2/2/2012 بقرار سياسي واضح تحت مقولة عدم التدخّل في خصوصيات اللبنانيين. وبالتالي أنا لا أفهم كيف تُمنع الأجهزة الأمنية من الحصول على داتا الاتصالات تحت حجّة عدم المساس بالخصوصيات الشخصية فيما هي متوافرة داخل الشركات الخاصة التجارية ويمكن لأصغر موظف أن يطّلع عليها. فهل الشركات التجارية أمينة أكثر من الأجهزة الأمنية الشرعية؟ وإذا كان الامر كذلك علينا إلغاء دوائر الأحوال الشخصية لأنّها تضمّ معلومات شخصية عن جميع اللبنانيين. هذه محاولة خبيثة ومجرمة للتغطية على المجرمين.

• هم أناطوا هذا القرار بالهيئة القضائية، ووزير الاتصالات قال إنّه يلبّي كلّ الطلبات؟

- وزير الاتصالات يكذب. فهو قال قبل يومين إنّه سلّم الداتا في محاولة اغتيال حرب، لكن ظهر أنّها غير مكتملة لأنّه سلّمها من دون المفاتيح التقنية الضرورية لقراءتها. قرار تسليم الداتا هو قرار سياسي وغير مرتبط بالهيئة القضائية.

• أهذا يعني أنّ هذه الحكومة تغطي محاولات الاغتيال؟

- طبعاً، فهي بتصرّفها تغطي وتشجّع بقرار سياسي في مكان ما محاولات الاغتيال أملاً في أن تستمرّ. وهنا أريد أن أشيد بموقف كلّ من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزراء الحزب التقدمي الاشتراكي في جلسة مجلس الوزراء، وهو كان موقفاً مشرّفا في موضوع داتا الاتصالات. وأتوجّه إلى رئيس الجمهورية بالقول: أتمنّى عليك عدم الدعوة إلى مجلس الوزراء طالما هناك أكثرية داخله تبيح قتل الللبنانيين. وإلى رئيس الحكومة: لم يعد يكفي الموقف المشرّف. فهناك آلة قتل تحرّكت. ونحن نطلب إعطاء الداتات إلى الأجهزة الامنية الشرعية، وإذا كانوا لا يثقون بها فليغيّروها، وإلّا ليعطوها كلّ ما يلزم لمحاولة كشف ما حصل. ولا يكفي أنّ محاولة اغتيال بطرس حرب حصلت في وضح النهار على مرأى من الجميع إنّما جرى تهريب المجرم.

• هل تدعو الثلاثي الوسطي سليمان – ميقاتي – جنبلاط إلى الاستقالة؟

- طبعاً، فعلى رغم موقفهم المشرّف وتحسّسهم بالواقع الذي نعيشه، إلّا أنّ الموقف الاعتراضي لم يعد يكفي، وأدعوهم إلى الاستقالة من الحكومة إذا استمرّ بعض الفرقاء بتعطيل إعطاء داتات الاتصالات كاملة إلى الأجهزة الأمنية. إلى ذلك، الحكومة معنية بوضع خطة أمنية واضحة المعالم لحماية المستهدفين، فالدولة مسؤولة عنهم مهما كان انتماؤهم السياسي. فنحن لا نريد الحماية الذاتية.

وعلى رغم أنّنا سنصل إلى المجرم في النهاية مهما علا شأنه لكن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الحكومة.

• لكن أين 14 آذار من كلّ ما يحصل، وهل هناك خطوات تصعيدية قد تصل إلى مقاطعة جلسات مجلس النوّاب أو التحرّك على الأرض؟

- كلّ الخطوات مطروحة على بساط البحث لكن وفق الظرف المناسب. يخطئ من يعتقد أنّ جعبتنا فارغة ولا تخبّئ إلّا ما ظهر حتى اليوم، وإذا لم يروا شيئا فلأنّهم لا يريدون ذلك، ليس لأننا لا نتحرّك. لكن في الوقت نفسه نحن نقدّر الموقف وأيّ خطوة نلجأ إليها، وسياستنا في المجلس النيابي وفي الحياة العامة أكبر دليل إلى ذلك.

• ماذا عن الحوار؟

- أنا آسف لأنّ القوات كانت على صواب. فما إن جلسنا على طاولة الحوار حتّى بدأت محاولات الاغتيال تتلاحق. لكن ظهر أنّ هناك فريقاً لا يملك قراراً جدّياً بالحوار. يسألون كيف رفضت القوات اللبنانية دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوار. لكنّ السؤال الحقيقي هو كيف يلجؤون إلى محاولات الاغتيال والتسيّب الأمني فيما يحاول رئيس الجمهورية رأب الصدع؟

• مقاطعة القوات للحوار تتناقض أوّلاً مع دعوة رئيس الجمهورية وثانياً مع موقف حلفائك في 14 آذار وثالثا مع رغبة عربية ودولية، خصوصاً أنّ القوات لم تقف يوماً في وجه الرياح الإقليمية؟

- نحن وحلفاؤنا في تنسيق مستمر. الأسف الوحيد هو أنّني أقاطع دعوة صادرة عن رئيس الجمهورية لكنّ المصلحة العامة تتغلّب على اعتبارات سياسية وشخصية. أما بالنسبة إلى التمنّي العربي والدولي، حتى لو تمنّت كلّ دول العالم ونحن لم نجد أنّ الحوار يخدم المصلحة الوطنية لن نشارك. ويوماً بعد يوم تظهر صوابية خيار القوات. وعلى رغم حسن نيّة رئيس الجمهورية، ألم يصبح الحوار تغطية لمحاولات الاغتيال وكلّ الإجرام الذي نشهده؟ نعم أصبح كذلك.

• ما البديل عن الحوار إذاً؟

- أن تتحمّل الحكومة مسؤوليتها، وإذا لم تقف هذه الأساليب فأنا غير مستعدّ للمشاركة في أيّ حوار. وأتمنّى على رئيس الجمهورية أن يعتمد هذا الموقف. وقبل الحوار عليهم إعطاءُ الداتا إلى الأجهزة الأمنية ممّا يساعد في وقف محاولات الاغتيال.

- فمَن هي الجهة التي تقف وراء محاولة الاغتيال وتضمّ عنصرين أو أكثر ينفّذون مهمّتهم داخل المبنى مع سيارتين مسلّحتين تنتظرانهم في الخارج في منتصف الشهر الأمني. وبالتالي، هناك تغطية شرعية لتحرّك هذه العناصر.

• ماذا عن الطابور الخامس؟

- لماذا هذا الطابور الخامس "مطوبرا" معو على فريق 14 آذار فقط. لو صحيح أنّ هناك طابوراً خامساً لقتل شخصية من هذا الفريق وأخرى من الفريق الثاني. أضف إلى ذلك، وجود قرار سياسي واضح وصلب بعدم إعطاء داتا الاتّصالات للأجهزة الأمنية. وهنا أريد أن أسأل أي طابور خامس تتوافر له كلّ هذه الإمكانات من قناصين نخبة وقنّاصات، مع مجموعة تواكبهم وآمر مجموعة ومجموعة فرار. وإذا صحّ وجود طابور خامس يتمتّع بهذه الإمكانات من الأفضل أن نرحل عن لبنان إلى دولة تضبط الأمن. وحتى لو وجد هذا الطابور فمن واجب الدولة كشفه وتوقيفه.

• هل لم تصل التحقيقات في محاولة اغتيالك إلى مكان، نتيجة حجب داتا المعلومات؟

- نعم. ففي كل دول العالم ترتكز التحقيقات إلى داتا الاتّصالات. وفي الولايات المتحدة الأميركية تمّ كشف 90 في المئة من الجرائم من خلال الداتا، أمّا التي كشفت بالصدفة فتمّ متابعتها من خلال الداتا. وفي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت داتا الاتصالات العنصر الأول في كشف المنفّذين فأخذوا قراراً بوقف توفير الداتا.

• لكنهم يقولون إنّكم تتّهمونهم من دون إثباتات؟

- نحن لا نتهمّ أحداً، إنّما نضع مواصفات بناء على محاولات الاغتيال. هم شنّوا معركة على داتا الاتّصالات في الحكومة ثلاثة أعوام حتى أوقفوها. فمحاولات الاغتيال تضرب الميثاق الوطني في صميمه ليس بين الطوائف، إنّما بين الأفرقاء السياسيين. فهل سيبقى "للصلح مطرح". هذه الأيام ستمرّ، كيف سنجلس ونتفاهم مستقبلاً. وأؤكّد أنّنا سنلاحقهم إلى آخر التاريخ.

• هل سيتسمّر البلد على هذا المنوال؟

- عليك أن تسأل الأكثرية في الحكومة والمسؤولين عن محاولات الاغتيال.

• ما هي الشروط إذاً التي تؤمّن حواراً مباشراً بينكم وبين حزب الله؟

- أرفض كلمة شروط. لكن أولى مقوّمات هذا الحوار أن يتوقّف الفريق المسؤول عن محاولات الاغتيال عن تنفيذ مخطّطاته. فهل مَن يملك الحد الأدنى من الكرامة يستمرّ في حوار وهو يتعرّض لمحاولات اغتيال. مظاهر الاستكبار والهيمنة وإرهاب الأخرين يجب أن تتوقّف إذا أردنا الحوار، لكنّنا نرفض الإذعان.

• أليس المطلوب من 14 آذار أن تأخذ موقفاً واضحاً من الحوار بعدما قلت إنّه أصبح تغطية لمحاولات الاغتيال؟

- هناك مشاورات مكثّفة بين قيادات 14 آذار للبحث في الحوار لأنّه لا يجوز أن يستمرّ وكأن شيئاً لم يكُن. السكوت في بعض الأوقات جريمة، فهل ننتظر أن ينتقلوا إلى شخص ثالث. يخطئون إذا ظنّوا أن لا رجالَ في البلد أو أنّهم يستطيعون إرهابنا. ننتظر الظرف المناسب وسنضع كلّ هذه المعطيات والحقائق أمام المواطن اللبناني في انتخابات 2013 ومهما كان خياره سنحترمه.

• هل ستستمرّ الحكومة حتى موعد الانتخابات ولن تسقطوها؟

- كلّ المسائل مطروحة على بساط البحث ضمن الدستور والقوانين. نحن اليوم نعتبر الـfreedom fighters في لبنان والشرق الأوسط.

• يقول البعض إنّ المكوّنات الطائفية في لبنان أصبحت تشبه حزب الله عوض أن يلبنن سقوط النظام السوري الحزب. فهناك تسلّح من صيدا إلى الشمال وواقع طائفي يطفو. وتتحوّل المواجهة من مواجهة ميدانية أطلقتموها في العام 2005 إلى إرساء توازن رعب مع الحزب؟

- هذه قراءة سطحية للأمور. ليس كل ما يظهر في الإعلام هو الحقيقة الموجودة. هناك حقائق أخرى على أرض الواقع. صحيح أنّ هناك ردود فعل في صيدا أو طرابلس أو عكار. لكن هناك أشخاص أكثر بعشرات المرات لم يعبّروا عن رأيهم ويبقون في بيوتهم. وبعض هذه الظواهر مفهومة نتيجة ما يحصل. لكنّ التوجّه اللبناني العام مستمر على ما كان عليه في العام 2005، وتوجّه 14 آذار الوطني العريض غير ظاهر على الساحة راهناً لأنّ الظروف لا تسمح بذلك ولأننا لن ننزل إلى الساحة لنتسلّى إنّما سنُحدّد مسار الأمور بشكل مختلف تماماً.

• ألا ترى تحوّلاً داخل البيئة السنّية وأنّ تيار المستقبل فقد المبادرة السياسية بالسيطرة على الشارع السني؟

- لا أعتقد ذلك. هناك ظواهر رأيناها في الشارع السنّي أخيراً لم تكن ظاهرة سابقاً لأنّ تيار المستقبل كان في حركة دائمة لكنّه في هذه المرحلة، يأخذ كسائر فريق 14 آذار موقفاً معيّناً نظراً الى الظروف فيستفيد الأطراف الآخرون. هذا لا يعني أنّه غائب. ففي الانتخابات الفرعية في الكورة استطاع تيار المستقبل تحريك السنّة بأحجام كبيرة إلى جانب فريق 14 آذار، ولم نشهد تغييراً في الخطّ السياسي للسنّة عمّا كان عليه في العام 2005.

• هل غياب الرئيس سعد الحريري مبرّر وما تأثيره على الواقع السنّي وعلى 14 آذار؟

- لا أحد يمكنه أن يأخذ على عاتقه الطلب من سعد الحريري العودة الى لبنان. من الأفضل أن يكون هنا، لكن لا أسمح لنفسي الذهاب أبعد من هذا الأمر.

• الحكومة ترضخ لهذه التحرّكات المتنقلة بين المناطق؟

- هذا بسبب تصرفات الحكومة. فهي بحكم الغائب وفقدت هيبتها وسلطتها وبالتالي سيتصرّف كل فريق كما يريد. عندما أُوقف وسام علاء الدين في الاعتداء على قناة "الجديد" انتشر عدد كبير من الشبان في شوارع بيروت. وعندما نزل الجيش لفتح الطرقات وُوجه بقنابل المولوتوف وزجاجات وعصي، وفي بعض الأماكن وقعت اشتباكات لكن لم تُطلق رصاصة. هذا أسلوب حكيم في التصرّف.

• لكن ماذا عن الهجوم على الجيش وقيادته؟

- هذا أمر لا يجوز، وسببه سياسة الحكومة. هناك مواطنون في لبنان يدعمون الثورة السورية وآخرون النظام السوري. إختفى معارض سوري يُدعى شبلي العيسمي بمشاركة أشخاص أمنيين عُرفت هويتهم وأوقفوا، لكنّ الحكومة والوزير المختصّ أخلوا سبيلهم. واليوم نسمع أنّ هناك معارضين سوريين اعتقلوا نزولا عند طلب السلطات السورية. فكيف سيثق المواطن بالحكومة؟ أضف إلى ذلك، أنّ الهيئة العليا للإغاثة قرّرت وقف المساعدات للنازحين السوريين. كيف يحصل هذا الأمر في دولة تحترم نفسها، وتستضيف على أرضها لاجئين كسائر دول العالم، فهل يريدون قتل الجرحى السوريين؟ عندما تنكر الحكومة وجودها بنفسها تدفع الناس إلى تصرفات مماثلة.

• مَن يتحمّل مسؤولية وضع الشعب في مواجهة الجيش بدلاً من أن يكون في وجه الحكومة؟

- الشعب لم يكن مرّة في وجه الجيش إلّا في حالات استثنائية. فإذا راقبت الخطاب السياسي من النائب خالد الضاهر إلى الشيخ أحمد السير وما بينهما تجد أنّ هناك طرحاً منطقياً في ما يخصّ الجيش.

• مِن مصلحة مَن تهشيم المؤسّسة العسكرية وتشويه صورتها؟

- هذا الأمر نتيجة السياسة التي فرضتها الحكومة على الجيش. ففي وادي خالد مثلاً، دخل السوريون إلى مركز الأمن العام وخطفوا عنصرين. نحن لسنا دُعاة فتح حرب مع النظام السوري لكن إذا لم تحترم نفسك، الطرف الآخر لن يحترمك. الجميع يعرف حركة المسلحين على الحدود التركية – السورية، لكن هل سمعنا طلقة واحدة من جانب النظام ضدّ الأراضي التركية. لماذا؟ لأنّهم يعرفون أنّ هناك حكومة مسؤولة عن أرضها. أمّا نحن ففقدنا عزتنا الوطنية. إذا صحّ أنّ هناك استهدافاً من الجانب اللبناني ضدّ سوريا، فالحق على الحكومة وإذا كانت الحكومة السورية مسؤولة فالحق أيضاً على الحكومة. فهي مسؤولة عن ضبط مطلقي النار وحفظ أمن المواطنين اللبنانيين.

• إلى متى ستصبرون على الحكومة؟

- الحكومة تجني على نفسها بنفسها من دون جهودنا ومساعينا. لكنّها غير مهيّأة لخوض انتخابات نيابية. وتصرّفها في محاولات الاغتيال كمَن يشجع محاولات القتل. وهناك الوضع المعيشي والاقتصادي إذ تتوالى الكوارث من الكهرباء إلى المازوت والمياه والاتصالات والانترنت والأجور، وهي لن تستطيع إقرار سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام. وهي لم تُقدّم موازنة لعامي 2011 و2012.

• لكن الحكومات السابقة أيضا لم تُقدّم موازنات؟

- هذا الأمر غير صحيح. الحكومات السابقة قدّمت مشاريع قوانين بموازنات منذ العام 2005 حتى العام 2010 لكنّها توقفت على أبواب المجلس النيابي إلّا أنّ هذه الحكومة لم تنظّم مشروع قانون لموازنتي 2011 و2012 لسبب بسيط، وهو أنّهم لا يعرفون كيف سيتصرّفون بالنسبة إلى مبلغ الـ35 مليون دولار المتعلق بالمحكمة الدولية. ونحن، بإقرارنا قانون الإنفاق، نحاول ترك مساحة مشتركة على أساس أن تُقدّم الحكومة مشروع قانون لموازنة 2012.

• هل تعتقد أنّ الانتخابات ستجري في مواعيدها ووفق أيّ قانون، وأين أصبحت المشاورات داخل لجنة بكركي، وهل ستقبلون بقانون 1960؟

- في هذه المناسبة، أتوجّه بنداء إلى جميع أهل الكورة ليتوجّهوا إلى صناديق الاقتراع الأحد لأنّ الانتخاب مسؤولية وطنية، ولأنّ المواطن يُمكن أن يحدّد طبيعة السلطة.

المواعيد الدستورية مقدّسة، وهنا نرى أنّ جزءاً من محاولات الاغتيال يدخل في إطار التحضير للانتخابات النيابية. الفريق الآخر لا يريد حصول الانتخابات بالموازين الحالية وهو سيحاول تأجيلها لكن نرفض هذا الأمر. أما قانون 1960 فهو غير مقبول لأنّه غير تمثيلي. المشاورات قطعت أشواطاً كبيرة مع الحلفاء وغيرهم وتوصّلنا تقريباً إلى قواسم مشتركة وسيظهر شيء في هذا الخصوص في الأيام والأسابيع المقبلة "بيعجب خاطرك".

• لكن تيار المستقبل يرغب في قانون 1960؟

- "ما تعتل هم". لقد وضعنا معالم مشتركة لقانون انتخابات يناسبنا جميعاً يعطي صفة تميثلية أكبر للمكوّن المسيحي.

• هل هذا المشروع نتيجة توافق لجنة بكركي أو مشاورات داخل قوى 14 آذار؟

- هو نتيجة كلّ هذه المسائل مجتمعة. والاتّجاه هو نحو الدوائر الصغرى لأنّها أكثر تمثيلاً، أمّا الدوائر الوسطى على أساس النسبية فهو خيارنا الثاني.

• هل سنشهد قريباً اجتماعاً مسيحيّاً موسّعاً في بكركي؟

- اللجنة تكمل عملها ولكل حادث حديث.

• التقاطع المسيحي – المسيحي في ملفات معينة مثل ملف الميوامين، هل يمكن أن ينسحب على الملفّات الأخرى، خصوصاً على مستوى الانتخابات النيابية؟

- كيف يمكن أن أفسّر اليوم موقف وزراء "التيار الوطني الحر" داخل مجلس الوزراء في موضوع داتا الاتصالات فيما المعنيان مباشرة بعمليات الاغتيال هما شخصيتان مسيحيتان؟ ولا يتحجّجنّ أحد بخصوصيات اللبنانيين لأنّها أصبحت مزحة.

التقاطع في المجلس النيابي لم يكن على خلفية مسيحية وطائفية إنّما لسببين، أوّلاً لأنّنا نرفض تثبيت موظفين في الدولة "بالرفش" ممّا يؤدي إلى خرابها، وتيار "المستقبل" أخذ الموقف نفسه، وثانياً لاعتراضنا على طريقة إدارة الجلسات. وهنا أسأل أين المشكلة في اعتماد التصويت الالكتروني؟ والجواب، لتبقَ الأمور على ما هي عليه في المجلس.

• هل تعترضون على إدارة الرئيس برّي جلسات مجلس النواب؟

- لنعط الرئيس بري حقه، فهو في أوقات كثيرة، لولا إدارته لجلسات المجلس لما استطاع أحد إدارتها. لكن في أوقات أخرى أقلّ بكثير، هناك سوء إدارة للجلسة. هناك اقتراحات قوانين نائمة في أدراج المجلس النيابي أو في اللجان منذ أعوام، ومن بينها اقتراحات مقدّمة من تكتّل "القوات اللبنانية"، فيما نرى أنّ اقتراح قانون المياومين لم يمر في اللجان، وبدقائق وضع على جدول أعمال اللجان المشتركة وسلك خطاً عسكرياً وأُقرّ. نحن لا نعترض، لكن يجب التعاطي مع كلّ اقتراحات القوانين سواسية.

• هل تُميّز الرئيس بري عن "حزب الله"؟

- نعم أميزه، على رغم أنّه لا يتميّز في كل الأوقات التي يريد فيها ذلك. فمنطلقاته الإيديولوجية والاستراتيجية مختلفة تماماً، لكنّ تحالفاته السياسية هي نفسها لكن التحالفات أمر عابر.

• لماذا لا تتحاورون مع "حزب الله" والجفاء يسيطر على العلاقة؟

- لا جفاء أبداً. ففي جلسات الحوار التي دعا إليها الرئيس بري، ونحن نقدّر له ذلك، قدّمت كل الأطراف رؤيتها للاستراتيجية الدفاعية باستثناء "حزب الله"، فهل هذا يعني أنّه يريد التحاور. لم يحِن الوقت بعد للحوار فالحزب مشغول بقضايا أخرى، وعندما سيحين نكون أوّل مَن يجلس إلى الطاولة.

• هل عادت العلاقة مع بكركي إلى ما كانت عليه؟

- العلاقة أصبحت طبيعية جدّاً. والخطاب السياسي الأخير معتدل وهادئ ومقبول وليس مع فريق ضدّ آخر، وزيارة وفد 14 آذار للصرح البطريركي أكبر دليل على ذلك، ولا شيء يمنع لقاء البطريرك، لكن الجميع يعرفون دقّة الوضع الأمني.

• هناك مخاوف من وقوع حرب نظراً إلى الفلتان الأمني القائم والوضع في سوريا؟

- أستبعد وقوع حرب. ومحاولات الاغتيال هي البديل.

• هل تتوقع حرباً بين إسرائيل وإيران أو بين تركيا وسوريا أو حرباً إسرائيلة ضدّ حزب الله؟

- لا حرب بين إسرائيل وحزب الله إلّا في حال واحدة، وهي إدخال أسلحة نوعية من سوريا إلى الحزب. أما الحرب الاسرائيلة – الايرانية فمطروحة لكنّ أحداً لا يستطيع أن يقدّر أين وكيف، فهناك ضبابية تلف هذه المسألة. وبالنسبة إلى الحرب التركية – السورية، فهي تتخطى تركيا وسوريا لتشمل المجموعة الدولية. وأنا أعتقد أنّ الرئيس بشار الأسد سيرفض الحلّ على الطريقة اليمنية حتى لو اتّفقت روسيا وأميركا، وللأسف أنتظر تصعيداً أكبر في سوريا على طريقة "يا قاتل يا مقتول".

• هل يمكن الحديث عن حلّ في سنة 2012 أو سيحتاج الحسم إلى فترة أكبر؟

- إمّا في أواخر 2012 أو النصف الأول من سنة 2013 كحدّ أقصى. فالانتخابات الأميركية تؤدّي الدور الأساسي في هذا الإطار. إذا ربح أوباما سيكون التحرّك في اتجاه سوريا أسرع، أما إذا ربح رومني فهو سيحتاج إلى وقت ليستلم وينظّم إدارته وبالتالي سيتغير التوقيت.

• ما تأثير انهيار النظام السوري في "حزب الله" ومشروعه وتركيبته؟

- التأثير كبير فهو سيضعف، لكنّه لن يختفي إذا انهار النظام. فنحن لا نواجه مشكلة مع حزب الله كحزب سياسي لكن نتحدّث عن أجنحته العسكرية والأمنية. كما أن تركيبته لن تتأثر، بل إنّ بقايا النظام السوري ستلتفّ حوله.

• كنت أول من أعلن الانتساب إلى الربيع العربي، فهل ما زلت مع هذا الخط وكيف ترى المشهد من ليبيا ومصر إلى سوريا؟

- مئة في المئة. أنظروا إلى نتائج الانتخابات في لبيبا. أمّا في مصر فنسبة مَن صوّتوا في الانتخابات الرئاسية أقلّ ممّن صوتوا في الانتخابات النيابية. ومن الذين صوتوا، 50 في المئة صوّتوا مع محمد مرسي في وجه مرشّح قريب من النظام. حتى أنّ مرسي لم يأخذ قراراً حتى الساعة يناقض مسار الربيع العربي. المارد لن يعود الى القمقم. فإذا تظاهر الإخوان المسلمون يخرج فريق آخر في وجههم. واللعبة الديموقراطية إذا أخذت مجراها فلا داعي للخوف إلّا إذا أحدهم سيطر عليها، لكن عندها سيكون عملنا الدفع بالربيع العربي مجدداً إلى الأمام.

• البعض يتخوّف من أن يؤدّي الربيع العربي في سوريا إلى نشوة سنّية؟

- ممكن، لكن هل نرفض هذا الامر إذا كانت القضية قضية حقّ. هذه افتراضات، وإذا حصلت، تُواجَه موضوعيّاً لكن هذا لا يعني تغيير الموقف من الربيع العربي.

• على اي أساس تطمئن المسيحيين في ظل ما نشهده؟

- على أساس الطروحات السياسية والتحركات التي نراها. وأي مخاوف ستشمل الحريات عموماً. لكنّ الحرية والديموقراطية تكفلان حقوق الجميع. أمّا سابقاً فكان المسيحيون أولاد ذمة ويحتاجون إلى مَن يدافع عنهم، وبالتالي على المسيحيين أن يكونوا على "قد حالن".

• هل يزعج تيار "المستقبل" أن تنافسه داخل بيئته السنّية أوّلاً، وفي الربيع العربي ثانياً، وفي العلاقات مع الدول العربية ثالثاً، أو هذا الأمر يعزز الميثاق الوطني؟

- لم أفكر لحظة في منافسة تيار المستقبل، إنما اعتمدت الخطاب السياسي الذي يتناسب مع تاريخ القوات اللبنانية وتطلعاتها. فإذا نظر إلينا السنّة نظرة إيجابية فهذا أمر يساعد تيار "المستقبل" بشهادة الرئيس سعد الحريري. ولو كانت طروحاته تتناقض مع قواعدنا المسيحية لواجهنا صعوبة. لكنّ القوات من خلال التعاطف مع الشارع السنّي والعلاقات مع الأقطار العربية تساعد تيار المستقبل.

• أين أصبحت العلاقات مع النائب وليد جنبلاط، وهل اللقاء بينكما وارد؟

- هناك تفاهم على بعض الأمور واختلاف في وجهات النظر حول أمور اخرى، لكن لا تشنّج أو حدية او سلبية بين الطرفين. والاختلاف أو التوافق هما على أساس الروح الديموقراطية. كما أنّ القواعد الشعبية في الجبل على وفاق ووئام كاملين.

• ولماذا لا تكون هناك علاقات مع الشارع الشيعي؟

- مَن قال ذلك. علاقتنا مستمرّة مع الرئيس بري من دون انقطاع. هناك أوتوسترادات بيننا لا علاقات فقط، وتواصل شخصي بيننا وبين نواب ووزراء الطرفين، لكن لا تفسد في الودّ قضية طرح الأمور الخلافية مثل ما حصل في قضية المياومين. الطائفة الشيعية تضم أفرقاء غير حركة "أمل" و"حزب الله"، فلماذا نحصرها بالحزب. هناك تواصل وتفاهم مع 20 في المئة من الطائفة الشيعية، وتواصل دائم مع 50 في المئة منها ،أما بالنسبة إلى الـ50 في المئة المرتبطة بالحزب، فلا حول ولا قوة إلّا بالله.close
العدد 405 | 11 تموز 2012
لبنانالصفحة 1الأكثر قراءة«حزب الله» يحصد نتائج زرعه - علي الحسينيلماذا تخلّت موسكو عن الأسد وماذا تنتظر؟ - موسكو عمر الصلحاسرار - جعجع: الحكومة تُغطّي محاولات الإغتيال وتُشجّعــــها وأدعو سليمان وميقاتي وجنبلاط إلى إسقاطها - حاوره: جورج سولاج، شارل جبور، طارق ترشيشي، ربى فرحأين الأسير في حسابات «حزب الله»؟ - كريستينا شطحميقاتي يسحب بند تمويل المحكمة من مجلس الوزراء ويتّــــــــجه إلى تمويلها وفق «الإخراج» السابق - الجريدة

 




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف حوار       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: