آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

نديم شحاده ل"النهار": 3 سيناريوات لسوريا قوامها الحل السياسي والمواجهة والحرب الاهلية.

الجمعة 22 حزيران 2012

على هامش الاتصالات السياسية الجارية دوليا سعيا للتوصل الى حل للازمة السورية، تنشط مراكز الابحاث الغربية في محاولة ترمي الى "تشخيص" التطورات التي تشهدها الازمة المفتوحة منذ اكثر من عام وتداعياتها.
وعلى رغم الدعم الدولي المتواصل لخطة المبعوث الاممي - العربي المشترك كوفي انان باعتبارها "خشبة الخلاص" الوحيدة راهنا، تتواصل اللقاءات المعلنة وغير المعلنة بين الفئات المعنية بالنزاع، وبعضها تحت "قبة" معاهد الدراسات، بهدف بلورة سيناريوهات محتملة للأزمة. ويندرج في هذا الاطار لقاء جمع مجموعة من المعنيين بالملف السوري في مركز الدراسات الدولية "شاتهام هاوس" الشهير في لندن في الاسابيع الماضية والذي افضى الى رسم 3 احتمالات يمكن ان تشهدها سوريا، ابرزها: تكثيف الجهود الديبلوماسية بما يمكن ان يؤدي الى حل سياسي للأزمة، وتسليح المتمردين الامر الذي ينجم عنه تصاعد في المواجهة العسكرية، ودخول سوريا حربا اهلية.
ليس خافيا ان مداولات كهذه غالبا ما تبقى ضمن "طابع سري" الا ان ذلك لا يثني الباحث اللبناني من ضمن برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المركز نديم شحادة عن بلورة قراءته لتطورات الازمة، والتي تقوده الى مجموعة استنتاجات: لا ارادة سياسية لدى المجتمع الدولي للتدخل، والغياب هذا يرتكز على الدروس المستقاة من تجربة العراق. وستبقى خطة انان على الطاولة طالما ان لا بديل منها على غرار "خريطة الطريق" والرباعية الدولية. وهناك اقرار بان انشاء ممرات انسانية ومناطق آمنة وارسال بعثات مراقبة دولية يتطلب حماية ودعما عسكريا، تواكبه خشية من ان يتحول هؤلاء من "حُماة" الى رهائن لدى النظام. ويختم بتأكيد ان لبنان اكتسب مناعة الى حد ما حيال الحرب الاهلية. ولو كان ثمة امكان باندلاعها مجددا لكانت وقعت منذ اعوام.
¶ اي من السيناريوات السابقة ترجح في سوريا؟
- هناك اتجاه يقضي باعتبار التدخل العسكري أحد ابشع السيناريوات كونه يؤدي الى حرب اهلية. والطرح هذا يرتكز على غياب الارادة السياسية للمجتمع الدولي في التدخل. تقف الدروس المستقاة من العراق وفي شكل كبير وراء سياسة عدم التدخل هذه. نحن اصلا في مرحلة السيناريو الأسوأ. والستاتيكو الحاصل مع النظام والذي يسمح باستخدام العنف سيضاعف التشنج الطائفي ويمهد الطريق لحرب
اهلية".
¶ هل تعني ان خطة انان ماتت ام ان الاتصالات الجارية لعقد لقاء لمجموعة الاتصال من اجل سوريا يمكن ان تمنحها دفعا؟
- من الممكن ان يكون الروس في ورطة. وهم في موقف ضعيف لانهم دعموا (الرئيس السوري بشار) الاسد ويمكن ان يخسروا مكانتهم بعد سقوطه ليس في سوريا وحدها وانما في العالم العربي. لم تعد مهمة انان كما كانت في الاساس وهذا ليس سيئا. فهي شكلت اصلا نسخة مخففة لطرح جامعة الدول العربية مع توصية بحوار بين النظام والمعارضة بدل ان ينقل الاسد سلطاته الى نائبه. الاقتراحان مستحيلان اليوم، فالنظام لا يعترف بالمعارضة كما ان التفاوض مع النظام يبدو مستحيلا بالنسبة الى الاخيرة. ستبقى خطة انان على الطاولة ما دام لا بديل منها على غرار "خريطة الطريق" والرباعية الدولية (...) ومن الخطأ التعويل في شكل كبير على المعارضة كي تثبت نفسها. بعد 42 عاما على ضمان نظام الاسد أن لا بديل منه، نشهد اليوم بروز المجتمع السوري ككل، بكل تعدديته وطموحاته السياسية.
- هل يؤدي تدهور الوضع الانساني في سوريا الى احياء فكرة الممرات الانسانية؟
- ان انشاء ممرات انسانية ومناطق آمنة وارسال بعثات مراقبة دولية يتطلبان حماية ودعما عسكريا. واللبنانيون يدركون تماما ما يمكن ان يفعله النظام السوري. سيتحول هؤلاء رهائن بدلا من حماة.
¶ هل تعتبر ان تدخلا لحلف شمال الاطلسي على غرار ليبيا او البوسنة والهرسك يبقى محتملا ضمن الشروط السياسية والعسكرية والتقنية القائمة؟
- اعتقد ان ثمة تضخيما لقدرة النظام السوري العسكرية وما ينقص هو الارادة السياسية. ومع ادراك الثمن الناجم عن التدخل العسكري، الا انه يبدو ان ثمة ثمنا اعلى لعدم التدخل. لا لوبي سورياً فاعلاً يدافع عن التدخل.
¶ اعتبرت في مقال كتبته في "نيويورك تايمز" ان النظام السوري سيواصل لعبة ربح الوقت آملا في ان تهب الرياح لمصلحته وأعطيت مثلاً تجربة العراق؟
- منذ بداية "الربيع العربي" لجأ قادة كثر الى اللعبة نفسها. وانكشف ضعفهم بعد سقوطهم . لقد كسر الشارع العربي "اسطورة" سلطة الديكتاتور ربما مع سقوط صدام حسين. يبدو الديكتاتور في السلطة غير قابل للخرق، الا انه لدى سقوطه، يظهر مثيرا للشفقة، ويتبين ان قوته مجرد وهم.
¶ ثمة تخوف من تمدد الازمة السورية الى لبنان عززته الحوادث المتنقلة في الشمال وبيروت والمخيمات الفلسطينية؟
- اعتدنا سماع اقاويل مفادها انه اذا انسحب السوريون من لبنان، فستغرق البلاد في حرب مذهبية مجددا. اليوم يقولون ان النظام السوري هو الحامي الوحيد ضد نزاع طائفي في سوريا نفسها. لعبة النظام تقوم على خلق مشكلات يبدو فيها الوحيد القادر على حلها، كخلق مذهبية مع وعد بضبطها وتسليح "حزب الله" مع وعد بضبطه، وعرقلة اتفاق بين "حماس" و"فتح" ثم المتاجرة به مع السعوديين. النظام السوري حليف لايران بينما يعد بالوساطة معها. اعتقد ان للبنان مناعة، الى حد ما. ولو كان ثمة امكان لحرب اهلية لكانت اندلعت منذ اعوام (والامثلة كثيرة من عامي 2005 و2006 وحوادث نهر البارد والجامعة العربية...). حتى الفلسطينيون في لبنان ما زالوا يتحدثون بعضهم مع بعض نقيض ما يحصل بين "فتح" وحماس" في غزة. من الممكن ان يكون اللبنانيون ضاقوا ذرعا واكتسبوا مناعة حيال الحرب الاهلية.

 




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف حوار       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: