آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

مقابلة أنطوان حداد مع قناة اورينت نيوز

الأحد 15 تشرين الثاني 2015

• الفراغ الرئاسي
• الحراك المدني
• بين 8 و14 آذار
• مسيحيو لبنان والثورة السورية
• موقف الكنيسة من الحرب
• سوريا بين روسيا وايران
• فشل الرهان على روسيا وتحالف الاقليات

الفراغ الرئاسي
في خلفية الفراغ الرئاسي في لبنان مسألتان، داخلية وخارجية. المسألة الداخلية مزمنة وتعبر عن الاختلاف على الصيغة التطبيقية للنظام اللبناني، حيث انه في كل مناسبة انتخابات رئاسية يتعرض البلد لخضة تنتهي اما بجولة من العنف يليها انتخابات كما حصل في العام 2008 أو بسلة تسويات تكون الانتخابات الرئاسية من ضمنها. اما في الخارجي فأن اللبنانيين يعانون من هشاشة الرابط الوطني ما يشكل مناخا مثاليا للتدخل الخارجي، ففي معظم الانتخابات الرئاسية هناك مكون خارجي بحيث تعكس الانتخابات التوازنات الاقليمية.
وفي هذه المرة هناك خاصية تتصل بالحرب السورية وانخراط لبنان عبر حزب الله فيها، اذ ان الحزب يعمل ضمن منظومة استراتيجية اقليمية تتصل بالدولة الايرانية. وهذه الخاصية المؤثرة بالفراغ الرئاسي الحالي الذي يعتبر من اطول الفراغات التي طالت موقع الرئاسة، قياسا الى فراغي 1988 و 2007-2008 الذي انتهى بجولة من العنف جراء اجتياح حزب الله للعاصمة بيروت انتهت بتسوية شاملة على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والانتخابات النيابية. واعتقد اننا نشهد اليوم شيئا مماثلا.

الحراك المدني
الحراك المدني الحالي في لبنان ظاهرة ايجابية ونرى فيه بارقة امل، وطبعا لا توجد أوهام كبيرة حول قدرة هذا الحراك على التغيير الفوري، انما هو لا يزال يعبر عن النبض الحقيقي الموجود لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، رغم أن الكثيرين ينظرون الى لبنان كونه مجموعة طوائف أو كتل مذهبية واتنية صماء، وهذا طبعا غير صحيح ففي لبنان ثمة تجاور بين فئتين او شريحتين من اللبنانيين، فئة تغلب الانتماء المذهبي وفئة متنامية وواسعة تغلب الانتماء الوطني بالدرجة الاولى مع احتفاظها بتراثها المذهبي والديني، حيث اننا نجد مثلا رجال دين ينتمون الى هذا الحراك وكان لي حظ مرافقة بعضهم لأرى كيف شاركوا في التحركات المدنية بزيهم المدني ومن موقعهم المواطني.
ان هذا الحراك يعبر عن نبض حقيقي موجود في لبنان، ويعني أنه لا يمكن اختصار لبنان بكتل صماء من الطوائف، مع العلم أن قوى 14 و8 آذار تتوجس عموما من الحراك وترى فيه مخربا للانقسام المذهبي والطائفي في البلد.

بين 8 و14 آذار
ان انقسام 8 و14 لم يكن في الاساس انقساما طائفيا ولكنه تحول مع الوقت الى ذلك، فعندما نشأت حركة 14 أذار كان هاجسها الاساسي الخلاص من وصاية النظام السوري أولا، والاتجاه الى تحقيق طموح المواطنين ببناء دولة حديثة ونظيفة، انما تحولت مع الوقت الى انقسام يطغى عليه الطابع السني-الشيعي مع مسيحيين من كلا الفريقين. رغم ذلك لا زال هناك مواطنون يغلبون انتماءهم المواطني والمدني على الانتماء المذهبي، خصوصا في حركة 14 اذار ولكنهم للاسف تعرضوا للتهميش مع الوقت.
حركة 14 اذار فجرتها نخب قيادية مدنية وعلمانية مثل سمير قصير ونسيب لحود وسمير فرنجيه وحبيب صادق وحركة التجدد الديموقراطي والمنبر الديموقراطي وآخرين، فهؤلاء كانوا المهندسين الحقيقيين والمحركين الاساسيين لحركة 14 اذار، التي تحولت مع الوقت الى تحالف من ثلاثة احزاب تركز على مواجهة النظام السوري والتصدي لمحاولاته في العودة الى لبنان من بوابة الامن او السياسة ولاحقا تصدت لمحاولة حزب الله الاستفراد بالقرار اللبناني ثم محاولة جر كل اللبنانيين آتون الحرب السورية.
النظام الطائفي في لبنان عميق ولديه القدرة على التجدد عند المنعطفات ولكنه يخشى الحراك لأنه يعبر عن طبقات وسطى ومجتمع مدني تحاول ايجاد مكان لنفسها ولطموحاتها المدنية والحداثوية. لذلك نجد الجميع يتشاركون في مناهضة أي حركة تريد مكافحة الفساد او المحاصصة الطائفية وتكافح تجميد النظام الآليات الانتخابية لكي لا تشجع على نشوء تمثيل حقيقي للمجموعات المدنية. وهذا الامر لا يلغي وجود تناقضات ما زالت مستحكمة بين 8 و14 اذار حول خط الانقسام الجيواستراتيجي أو حول ما يجري في سوريا وما زال يتحكم بدرجة عالية بمستقبل لبنان.

مسيحيو لبنان والثورة السورية
يمكن تصنيف المسيحيين في لبنان ثلاثة أقسام:
قسم ينتسب الى أحزاب 14 اذار، وقسم ثان الى أحزاب 8 اذار، وهما متعادلان بالحجم تقريبا، اضافة الى كتلة مسيحية ثالثة وازنة انما لا تعبر عن نفسها بتنظيم سياسي متجانس انما هي موجودة في الثقافة والكنيسة والمجتمع المدني، مع الفارق ان الكتلتين المنتظمين داخل 8 او 14 هما الاكثر تعبيرا لانهما متراصتين وذات طابع مركزي فيها الزعيم يقرر والاخرون يتبعون.
المسيحيون اللبنانيون منقسمون من الثورة السورية بطريقة شبه نصفية حول مؤيدين للثورة ومؤيدين للنظام، وهذا ناتج عن اسباب عديدة منها الدور التاريخي الذي لعبه النظام السوري اولا في قمع اشكال التعبير والتي صادفت ان تكون مسيحية وتناهض الهيمنة السورية، اضافة الى قضايا تتصل باللجوء السوري.
ولكنني اعتقد ان كل اللبنانيين متعاطفين انسانيا مع المأساة الانسانية للشعب السوري، انما هناك تخوف كبير من العدد الكبير للاجئين. اذ انه حتى الذين يتعاطفون مع الثورة السورية بدأ هذا الامر يثير قلقهم بسبب تركيبة لبنان الديموغرافية الشديدة الحساسية. خصوصا في ضوء تجربة اللجوء الفلسطيني للجوء الى لبنان والتي بدات كازمة مؤقتة وحتى الان لا يوجد اي افق لحلها.
من الظلم التعميم في مسالة سوء المعاملة للاجئين السوريين في لبنان عند المسيحيين، كما حصر هذه الظاهرة بالمسيحيين دون سواهم. اضافة الى انه عند بدء ظاهرة داعش بكل ما تمثل من وحشية وارهاب وكل ما هو معادي للحس الانساني، فقد بذل جهد اعلامي كبير لكي يتم التماهي ما بين داعش والثورة السورية، في محاولة لشيطنة هذه الثورة من قبل كل المحور المتحالف مع النظام السوري.
الثورة السورية هي في الاساس حلم جميل ومسألة نبيلة ولا اعتقد ان مواطنا لبنانيا لا يمكن ان يكون مؤيدا للثورة السورية بما حملته في البداية من افاق مصيرية على لبنان وما زلنا نراهن عليها.
اذ انه من البديهي ومن حق الشعب السوري ان يتحكم بمصيره بوجه الاستبداد الذي طال عقودا واجيالا نشأت ونمت في ظل القمع والظلم، ولكن وللاسف الثورة السورية طالت ودخلت قوى عديدة لمصالح لا تمت بصلة لا للشعب السوري ولا لغيره، وذهبت في مناحي سلبية خطيرة، ما اثار القلق والخوف عند كثيرين. اولا ان النظام نجح في تطييف الثورة السورية ومذهبتها الى حد ما باثارته موضوع الخوف على الاقليات عموما والعلويين، ما يعني انتقال الامراض الطائفية اللبنانية الى سوريا بعد مرور اكثر من سنة على بدءها.
كذلك هناك ما يعرف بعسكرة الثورة التي نقلتها من حالة سلمية الى حالة حرب. وأخيرا اصبحنا الآن امام حرب اقليمية ثم دولية. ولكن مع كل ذلك تبقى قوى كبيرة في سورية تناضل من اجل ابقاء الثورة بوجهها الاصلي اي للوصول الى نظام ديموقراطي يؤمن بالحريات.

موقف الكنيسة من الحرب
ما صدر عن الكنيسة الروسية بأن حرب روسيا في سوريا هي حرب مباركة هو موقف خاطىء، وهذا الموقف لا يعبر عن كل الكنائس الاورثوذكسية التي هي كنائس مستقلة ومنها كنيسة انطاكية التي مقرها دمشق والتي تشمل ولايتها كلا من سوريا ولبنان وهي لم تتبنى هذا الموقف رغم انها لم تعبر بوضوح وقوة عن رفضها له. في المقابل صدرت مواقف واضحة وحاسمة ضد مباركة الكنيسة للحروب وضد الحروب الدينية عموما من قبل كل من مطران جبل لبنان جورج خضر ومطران بيروت الياس عودة وهما الابرشيتان الاوسع واللتان تضمان العدد الاكبر من الاورثوذكس في لبنان، وقد كان موقفهما حاسما رفضا لأي حرب دينية وهذا موقف تاريخي للكنيسة.
سوريا بين روسيا وايران
ثمة حقيقة تتصل بانتقال ادارة الصراع في سوريا من يد ايران التي كانت المدير الرئيسي للحرب في سوريا الى يد الروس وهذا امر حقيقي، ومعطى اساسي في المسألة ولكن ذلك لا يبرر التدخل الروسي الذي لا يزال حتى الان يؤدي دورا عدوانيا لانه يتدخل الى جانب المعتدي ضد شعبه، وقد اتى هذا التدخل ليعيد التوازن لصالح النظام بوجه المعارضة.
الروس نجحوا في وضع خطوط حمراء بوجه اي سيناريو للأزمة السورية يتضمن اجتياحا للمنطقة الساحلية، لكنهم فشلوا حتى الآن في اعطاء النظام فرصة لالتقاط انفاسه في المناطق التي خسرها، ورغم كل الغطاء الجوي الروسي لم يفلح النظام في تحقيق خروقات تذكر، ما يضع سقفا للمكاسب التي حققها هذا التدخل. ولكن مع تطورات الايام الاخيرة، واذا تأكد ان سقوط الطائرة الروسية في سيناء مرتبط بعوامل ارهابية فأن ذلك سوف يبرز درجة الانكشاف الذي وضعت روسيا نفسها فيه كقوة عظمى، ما قد يدفع الروس الى اعادة النظر بهذه المغامرة.

فشل الرهان على روسيا وتحالف الاقليات
تصرفات العونيين في لبنان برفع العلم الروسي والصليب الارثوذكسي هي مظاهر ساذجة في السياسة ولا تحمل اي مدلول استراتيجي لانهم سيكتشفون في النهاية ان التدخل الروسي هو حماية لمصالح روسيا في المنطقة، ولا علاقة له لا بالعلويين ولا بالارثوذكس او المسيحيين بشكل عام.
اعتقد ان الضخ الاعلامي العوني المناهض للثورة السورية لا يمثل مجمل التيار العوني بل يقتصر على الجهاز الاعلامي للتيار وبعض الاوساط القيادية ذات الصلة بحزب الله والنظام السوري. واعتقد ان شرائح كبيرة داخل التيار العوني ومن يتعاطى معهم لا ينظرون بعين الثقة لمجريات الحرب السورية وتطوراتها خصوصا ما يتصل بالتدخلات الخارجية.
مفارقة مخزية ان يتم التظاهر ضد ضحايا النظام السوري في حين ان هذا النظام نفسه هو المسؤول عن المجزرة التي حصلت في بعبدا واقتحام القصر الجمهوري عام 1990. الاوساط الاعلامية والسياسية المرتبطة مباشرة بحزب الله والنظام السوير تساهم بتشويه الصورة وربما تكون قد حققت بعض النجاح ولكن المجتمع المسيحي واللبناني عموما لن يصاب بفقدان الذاكرة الى هذا الحد.
انا لست مقتنعا بتحالف الاقليات ولا بحظوظ نجاحه، ولو قدر حصول ذلك لذهبت المنطقة الى حرب المئة عام، وأسست فتنة سنية شيعية تؤدي الى الانقسام العامودي للعالم العربي. مستقبل المسيحيين مرتبط بنشوء انظمة تقوم على المواطنة والتعددية. هناك شرائح شيعية واسعة ترفض ثنائية حزب الله – امل والاستراتيجية الايرانية وانخرط حزب الله في سوريا.
"الممانعة" عنوان فضفاض سقط سقوطا مدويا منذ الانخراط في الحرب السورية حيث اصبح الحزب يقاتل اليوم في احياء دمشق وعلى مشارف حلب بدل مواجهة اسرائيل والمطالبة بتحرير فلسطين. وهو مصاب باحراج كبير من جراء التنسيق الاسرائيلي الروسي في سوريا، ما دعا السيد نصرالله الى تجنب الحديث عن روسيا في خطاباته الاخيرة.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف أخبار التجدد       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: