آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أخبار التجدد

نسيب لحود … الأرز يبكيك اليوم - صلاح سلام (اللواء)

السبت 4 شباط 2012

عندما كنا نجلس مع نسيب لحود كنا نشعر اننا مع رجل دولة من طراز رفيع. محاور ديمقراطي، واضح الرؤية، نيِّر الفكر، صريح العبارة، يضع النقاط فوق حروفها الصحيحة، يتقبل الرأي الآخر، ويتكلم بالقدر الذي يوصل فكرته إلى محدثه، دون استغراق في شرح وتنظير، وبعيداً عن اللف والدوران. حديثه وزيراً لم يختلف كثيراً عما كان يتكلم به نائباً في مقاعد المعارضة البرلمانية:

الأزمة السياسية هي نفسها بسبب النظام الطائفي المهترئ، كان يقول: العقلية لم تتغير في إدارة الدولة، وقانون الانتخابات لا يساعد على تحقيق أية إصلاحات ذات آفاق مستقبلية.

ومع ذلك، لم يعرف اليأس أو الاحباط طريقهما إلى فكره، وعندما حصلت انتفاضة 14 آذار عام 2005، انتعشت آماله من جديد، بتحقيق الإصلاحات المنشودة، في أجواء ديمقراطية وحماسية لمصلحة بناء دولة المواطنية والمؤسسات، بعيداً عن المحاصصات الطائفية، والتنافسات الحزبية الضيقة.

وانطلاقاً من إيمانه بضرورة الإستفادة من أجواء المصالحة الوطنية التاريخية التي تحققت بين اللبنانيين إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبزوغ فجر 14 آذار، أقدم نسيب لحود على ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الأولى متسلحاً ببرنامج جدّي وطموح تحت عنوان «رؤية للجمهورية».

ولكن طبخة المساومات والتسويات خيّبت آمال صاحب الرؤية مرة أخرى، وأبعدته ورؤياه عن رئاسة الجمهورية.

لو حاولنا أن نضع تعريفاً للرجل السياسي المثالي، النزيه، العفيف، النظيف، المحاور، المتواضع، المتقبل للآخر، والمتمسك بمنطق الدولة وديمقراطية النظام لكنّا اختصرنا الكلام بإسم نسيب لحود، النموذج الذي نادراً ما عرفت من أمثاله الحياة السياسية اللبنانية.

لم يتعب نسيب لحود من خوض معارك الإصلاح وحماية الديمقراطية، ولكن المرض العضال أتعبه إلى حد الإنهاك، فقرر الاستسلام لقدره قبل أن يرى رؤيته تتحقق – والتي قد لا تتحقق – في بناء دولة المؤسسات القائمة على مبادئ الحرية والديمقراطية، العدالة والمساواة، الكفاءة والاختصاص.

نسيب لحود الحزن يلف اخوانك ومحبيك؛ في لبنان وبلدان الانتشار.

نسيب لحود الأرز يبكيك اليوم..،

ونحن نعاهدك على متابعة المسيرة، علنا نوفق مع رفاقك والاكثرية الساحقة من اللبنانيين في الوصول الى شاطئ دولة الغد التي يستحقها اللبنانيون الصابرون على بلاء الطائفية والمحسوبية والانانية!


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى أخبار التجدد       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: