أرشيف
بين موسكو ومسقط ودمشق وطهران - وليد شقير (الحياة) الجمعة 13 تموز 2018 قد تكون صدفة أن يوجد في موسكو للـــقاء الرئيس فلاديمير بوتين كل من مستشار المرشد الأعلى الإيراني الدكتور علي أكبر ولايتي، وبنيامين نتنياهو أول من أمس. ساعات قليلة فــصلت بين إجتماع الأول مع الثاني ثم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
بات واجباً على طهران أن تفتح قنوات التفاوض من جهتها، أمام الآثار القاسية لعقوبات واشنطن، والمساومات المطروحة على وجود الحرس الثوري والميليشيات التابعة له في سورية في قمة هلسنكي بين بوتين وترامب الإثنين المقبل، وكما طرحها نتنياهو في موسكو متبرعاً بالمقايضة على إنهاء القيصر هذا الوجود، مقابل السعي لرفع العقوبات الغربية عن روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. لدى طهران أوراق قوية يجب عدم الإستهانة بها. هذا فضلاً عن أن العقل الفارسي يجيد استخدام هذه الأوراق وتوظيفها، على مراحل بحيث لا يحرقها. والثمن الذي عليه دفعه ضمان أمن إسرائيل. إذا كانت خطوط التفاوض مفتوحة بين إيران وبين إسرائيل، ومع الجانب الأميركي، لماذا نسمع هذا الضجيج العالي والتهديد بالحرب والويل والثبور والتلويح بوقف الملاحة في مضيق هرمز من قادة الحرس، لمنع تصدير النفط الخليجي؟ ولماذا نسمع قرقعة السلاح والتهديد «بإزالة إسرائيل من الوجود، والغارات الإسرائيلية شبه اليومية في سورية ضد قواعد الإيرانيين، وآخرها بالأمس في القنيطرة. وقبلها يوم الأحد على مطار «تي 4 « ضد القواعد الإيرانية والتي على ما يبدو حققت إصابات قوية بالبشر والعتاد ومستودعات الصواريخ. ولماذا نشهد بين هذه الغارة وتلك إطلاق طائرة «درون» يقول الإسرائيليون بعد إسقاطها، تارة إنها إيرانية وأخرى إنها سورية؟ فأي الدولتين تتجنب تل أبيب إحراجها؟ من المنطقي أن تحصل أي مفاوضات، لا سيما إذا كانت ستفضي إلى نتائج معاكسة كليا لقصائد التعبئة الأيديولوجية، تحت غبار المواجهات. ومن الطبيعي أيضاً أن يبقي كل فريق على أوراقه في الميدان بموازاة الخطوط الديبلوماسية الخلفية المفتوحة. ومن نافل القول إن التفاوض ليس ثنائيا بل مثلث ومتعدد الأطراف فإذا نجح ثنائياً بين فريقين، قد يتطلب استكماله مع دول أخرى... إلا أنه لا بد من تسجيل قدرة إيران على ضبط النفس حيال الضربات الإسرائيلية الموجعة، كما يقول أحد العارفين بالميدان السوري. كل الخطوط المفتوحة تحت الطاولة قد تنجح وقد تفشل في نهاية المطاف. وإبقاء الجاهزية من عدة الشغل. أما مصير سورية فله حديث آخر. |
|||||
|