آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




حوار

سفير فرنسا ودع اللبنانيين مثنياً على ما اكتسبه في مدرسة سمير فرنجية بون لـ "النهار": نحرص على استقرار بلدكم ونتمسك بالحل السياسي في سوريا

الثلاثاء 30 أيار 2017

 شدد السفير الفرنسي ايمانويل بون على حرص فرنسا على أن ينأى لبنان بنفسه ويتجنب تداعيات شرارة الحروب في المنطقة، ولا سيما أن بعضها لا يبعد أكثر من 80 كيلومتراً عن العاصمة بيروت. وفي الملف السوري، ذكر السفير بون أن "سوريا لن تعود الى سابق عهدها"، داعياً الى "تضافر الجهود المحلية والدولية لضمان قيام مرحلة انتقالية في سوريا، وهي المدخل الوحيد لتعميم السلام".

وقد تحدث بون لـ “النهار" في حديث وداعي عن قضايا الساعة في المنطقة و"تجدّد فرنسا" وموقف بلاده من واقع الإرهاب، ونظرتها الى سياستها الخارجية مع حلفاء اليوم والأمس قبيل مغادرته أمس الى وطنه الأم، بعدما عيّنه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان مديراً لمكتبه في الوزارة. واعتبر أنه "يولي اهتماماً كبيراً لبلاده، ولا سيما عندما تندرج هذه المسؤولية الجديدة قرب الوزير لودريان الرؤيوي بإمتياز، والذي تمنى الرئيس ايمانويل ماكرون عليه أن يبقى الى جانبه، بصفته صاحب خبرة يتمتع بالحكمة والإعتدال". وقد عرف بالمهمة الجديدة التي سيتولاها كمعاون أول لوزير الخارجية، بأنها صلة وصل بينه وبين إدارة مبنى الـ "كي دورسيه".

في العودة الى لبنان، شكل حضور السفير بون الديبلوماسي والإنساني علامة فارقة في ذاكرة غالبية اللبنانيين. فقد ترك وراءه حصاداً وافراً وسخياً بإسم بلاده. وحرص، أن يولي إهتماماً متوازناً لكل القضايا خلال حقبته بدءاً من السياسة، فالاقتصاد، وتعزيز الأمن والتعاون العسكري وصولاً الى التربية والثقافة.

وفي لفتة خاصة، تحدث بون عن الراحل الكبير سمير فرنجية، الشخصية اللبنانية الاستثنائية التي تركت بصماتها في عمقه. وعبر عن احترامه الكبير له، وامتنانه العميق لكل ما اكتسبه من "مدرسة" سمير فرنجية". اعتبر أن "مشروع متوسط العيش معاً" الذي أراده فرنجية، هو حاجة ماسة للمتوسط الذي يرزح تحت ثقل نزاعات مقلقة، وهو يتوجه إلى المعتدلين لدفعهم إلى جبه كل أشكال التطرف، وبلورة مشروع مشترك للعيش".

النأي بالنفس

وعّبر بون عن فخره لأنه شغل منصب سفير فرنسا في لبنان، لكنه لا ينكر صعوبة مغادرة هذا البلد. وجدد دعم فرنسا للبنان "وطن التعددية والعيش المشترك"، مؤكداً أن بلاده "لا تسعى الى إحداث أي تغيير فيه، بل تعمل على أن توفر الدعم المطلوب له".

واعتبر أنه "يمكن أن تدعم بلاده الأفرقاء اللبنانيين من أجل التوصل الى توافق سياسي مستدام، ومساعدته على تعزيز امنه، وإطلاق عجلته الإقتصادية. نحن نريد أن يحظى لبنان بما يستحقه فعلياً، وهذا لن يتحقق الا بدعم صادق من اللبنانيين أنفسهم. وذكّر بالإتصال الذي أجراه الرئيس إيمانويل ماكرون مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، مجدداً خلاله موقف فرنسا الداعم للبنان، والحرص الدائم على أن يحافظ على أمنه وإستقراره.

ورداً على سؤال عن مدى شعوره بالإحباط من جراء الجمود السياسي الذي طبع بعض مراحل لبنان خلال مهماته الديبلوماسية، أكد انه "يمكننا مقاربة الوضع الحالي في لبنان من زوايا مختلفة. تعرفون أكثر مني أنه يمكن أن يتملككم إحباط من هذا الواقع لأن لبنان يستحق فعلياً أن يكون أفضل مما هو اليوم عليه، وهذا كلام نابع عن إقتناعي الشخصي". أضاف: "نعي تماماً التحديات التي يواجهها لبنان وهذا ما يجعلنا نتمنى له ان يجتاز هذه المرحلة الحرجة لأنه يستحق الأفضل". لكنه رأى أنه "رغم هذه الصعاب، فإن فرنسا تولي لبنان إهتماماً لتجنيب تداعيات السلبية التي يمكن أن يتعرض لها في المرحلة المقبلة".

واعتبر أن المفاوضات تجري اليوم على قدم وساق بين الأطراف للاتفاق على صيغة لقانون الإنتخابات، مشيراً الى أن "بت هذا الاستحقاق الذي لا يخلو من بعض الصعاب، يقع على عاتق الأفرقاء اللبنانيين، ولن يتمكن أي فريق من فرض حل على حساب الآخرين". ورأى أن "دور فرنسا يندرج في إصدار بعض التوصيات بهذا الشأن، أو حتى تقديم بعض الأفكار التي قد تسهّل هذا الاستحقاق".

ونفى ان" يلحظ جدول اعمال البرلمان الأوروبي في الوقت الحاضر او في المستقبل القريب أي عقوبات مماثلة للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد "حزب الله". لكنه ذكّر بأنه "سبق له أن قام بإدراج الجناح العسكري للحزب في لائحة الإرهاب".

فرنسا اليوم

وخصّ بون فرنسا بقسم وافر من حديثه، معتبراً انها دخلت مرحلة جديدة واعدة جداً بعد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً. وشدد على أن "الرئيس ماكرون الديغولي الميتراني، يلتزم تنفيذ أجندة مثقلة بمشاريع أطلقها خلال حملته الرئاسية، شملت تعزيز الأمن وحل الأزمة الاقتصادية الفرنسية والمضي قدماً في بناء أوروبا، وإطلاق مبادرات بشأن تغيير المناخ". وأكد أنه "يعّول كثيراً على لقاءاته الخارجية الحالية والمستقبلية مع رؤساء دول نافذة وحكام معنيين للبحث في هذه القضايا الملحة ومنها لقاؤه مع نظرائه وكبار المسؤولين في قمة الحلف الأطلسي في بروكسيل في أيار الجاري ومنهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب".

واعتبر أن التحديات، "التي تفرض نفسها علينا في السنوات المقبلة، لا تنحصر في تعزيز الأمن بل في مكافحة "داعش" وإرساء قواعد متينة لإخماد نار الإرهاب"، مؤكداً أنه لن يكتب النجاح للحلول السلمية المستدامة، التي نصبو الى بنائها، من دون وضع حد لـداعش" والإرهاب.

رداً على سؤال عن القدرة الفعلية لتمايز فرنسا عن النهج السياسي الأميركي الجديد في المنطقة، قال: "لا تصب أهدافنا في هذا السياق. نتوق أن تؤخذ في الاعتبار مصالح فرنسا في المنطقة ووجهة نظرها في ملفات عدة". وشدد على أن سياسة فرنسا تختلف عن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.

وتوقف عند العلاقة المضطربة مع روسيا، معتبراً أن "فرنسا لا توافق على إدارة روسيا لبعض الملفات، وهي سببت لنا مشكلات عدة برزت في كل من أوكرانيا وسوريا". واعتبر ان لقاء الرئيس ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين يفتح افقاً جديدة للتعاون مع روسيا عموماً وفي ملف الأزمة السورية خصوصاً".

واعتبر أن "استمرار أي حلول مرتقبة في سوريا والعراق وضمان نجاحها يرتبط بإنهاء وجود الجماعات الجهادية ووضع حد نهائي لوجودها الميداني على الساحة".

وقارب الأزمة السورية، مشيراً الى أن "النتائج الميدانية على ارض المعركة أثبتت أنه لا يمكن لأي منها أن يهزم الآخر، وهذه المقاربة الموضوعية تشمل أيضاً جيش النظام في سوريا". واعتبر أنه حان الوقت ليدرك الجميع ضرورة العودة الى المفاوضات السياسية البناءة، مشيراً الى "أننا نتوق الى حل سياسي يوفر من خلاله الاستقرار للسوريين ويلبي تطلعاتهم، وينعكس إيجاباً على العالم كله".


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى حوار       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: