آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




حوار

المعارض السوري فايز ساره لـ"النهار": "داعش" والنظام إرهابيّان... الأول بلباس الإسلام والثاني الدولة

الخميس 25 حزيران 2015

 بات الضحك على الشعب السوري المعارض مفضوحاً، خصوصاً من الجانب الأميركي، فبعد التطبيل منذ أشهر ببرنامج لتدريب المعارضة السورية، خرجت وزارة الدفاع الأميركية أمس بتصريح نقله الكولونيل ستيف وارن، يقول فيه: "في حين ان الهدف المعلن هو تدريب خمسة آلاف سوري سنويا، فان ما بين "مئة ومئتي" سوري فقط بدأوا حتى الآن هذا التدريب، كما تحدث وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الأربعاء امام الكونغرس بأن "من الصعوبة في مكان تحديد" المقاتلين الذين تتوافر فيهم الشروط المحددة (لتدريبهم)".

ببساطة، لم تساعد واشنطن المعارضة السورية على التقدم خطوة واحدة نحو الأمام، في وقت يتمدّد فيه تنظيم "الدولة الاسلامية" مع الانسحابات المتكرّرة من جيش النظام السوري. كما بات واضحاً الخلاف الأميركي-التركي على أجندة المقاتلين المتدرّبين، فالأول يريدهم لمواجهة "داعش" فقط، فيما الثاني يعمل على مواجهة التنظيم والنظام معاً بدعم جوي.

أخبار ذات صلة
"جيش الحرمون" يفتح الطريق نحو القنيطرة..."الدروز اخوتنا شرط الحياد"
ولا معنى لتدريب هؤلاء في حال عدم تأمين الدعم الجوي، خصوصاً أن النظام السوري لم يعد أمامه سوى البراميل المتفجرة لإبادة المدنيين أو المقاتلين، وأثبتت تجربة تحرير تل أبيض في محافظة الرقة من الارهاب "الداعشي" أن سلاح الجو من دون عمل بريّ لا ينفع. وفي ظل غياب التدخل الجدي من المجتمع الدولي لإيجاد الحلّ السياسي للازمة، فإن المعارك ستبقى مفتوحة بين "أخذ ورد" من دون حسم عسكري لأيٍّ من الطرفين.
ويعتبر المعارض السوري وعضو الائتلاف فايز سارة أن التصريح الاميركي بخصوص برنامج التدريب "ينسجم مع عدم الجدية الاميركية مع اتجاهات ومضامين القضية السورية، ولا أحد يمكنه القول إن اميركا لا تعرف القوة المعتدلة في سوريا والتي يمكن تدريبها...إنها عدم جدية في التعامل الاميركي مع ملفات القضية السورية، وهذا يورث دائمًا حججًا وسياسات ومواقف لا معنى لها وغير منطقية".

النظام و"داعش"
رغم استخدامه الكيميائي والبراميل المتفجرة وقتل أكثر من 200 ألف شخص، لا تصف أميركا النظام بالارهابي، بل شغّلت محركات معاركها ضد "داعش" فقط، إلا أن سارة يشدد على أن "النظام اليوم تحوّل إلى جماعة ارهابية ومنظمة متطرفة ولم يعد نظاماً مثل "داعش"، لكن واحدًا يلبس لباس الاسلام وآخر يرتدي لباس الدولة"، ويضيف: "أميركا وكل العالم يدرك تمامًا من هي الفئات المعتدلة في سوريا ومن هم الذين يجب تدريبهم؟ فإذا كانت أميركا عاجزة عن تحديد 500 أو 5 ألاف شخص معتدل لتدريبهم لمواجهة النظام وداعش فهذا امر سخيف جداً... وعلى أميركا السلام".
وتابع: "شكلوا التحالف الدولي على داعش، وكان الاولى ان يشكّلوا تحالفاً دولياً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثفافياً ضد النظام، والقضاء على الأسباب التي أدت الى تمدد التنظيم، ومعالجة الخلل في نظرة أميركا للارهاب، ومعروف أن هناك في فكر السياسة العالمي ما يسمى بإرهاب الدول وإرهاب الجماعات، وحتى لو كان النظام دولة فهو دولة ارهابية، وأميركا تتجاهل كل هذه الحقائق وتتوجه إلى حرب ضد جماعة ارهابية مثل داعش من دون المساس بارهاب الدولة المنظم".
لكن لماذا؟ يجيب: "لأن سوريا ليس من ضمن الأولويات الساخنة بالنسبة إلى السياسة الأميركية، وفي عهد (الرئيس الأميركي) اوباما تحديدًا ليس هناك اولويات ساخنة، وللاسف تزامنت الازمة السورية مع وجود اوباما في البيت الابيض الاميركي"، ويستطرد: "لكن الولايات المتحدة الاميركية تدرك مدى تطرف نظام الاسد واجرامه، وتدرك أكثر مدى التأثير السيئ على القيم السياسية والانسانية والأخلاقية في العالم نتيجة ممارسات النظام، وأجزم أن أميركا لا تريد النظام، لكنها لا تريد المساهمة في اسقاطه، وتتركه لأنها لن تخسر شيئًا، فالشعب السوري هو الخاسر".
ميدانياً، إنها مرحلة المعارضة السورية، وبالنسبة إلى سارة "هناك معارك تفصيلية بين أخذ ورد، واخرى رئيسية وملامح الوضع العسكري الميداني واضحة أن هناك تقدما لقوات المعارضة المسلحة وتراجعاً للجيش السوري النظامي، حتى حزب الله اليوم يواجه تحديًا حقيقياً في القلمون من قلة من قوات المعارضة في المنطقة والايرانيون أنفسهم يواجهون هذا التحدي أيضًا".

"داعش" والتمدد
ولا يخفي أن "داعش تمدد" لكنه يدعو إلى "النظر بعين الحقيقة لحجم تمدده"، ويسأل: "ما المعنى أن ننسب مناطق صحراوية واسعة تقريبا ليس فيها بشر بأنها تحت سلطة داعش، هذا أمر لا معنى له، ومجرد القول ان هناك 30 إلى 40 ألف داعشي او مؤيّدين استولوا على 65% من الاراضي السورية فذلك أشبه بمسخرة، والنظام كان لديه أكثر من مليون مسلح في آذار 2011 ومع ذلك لم يستطع الاحتفاظ بمساحات تزيد قليلا عن المساحة التي يسيطر عليها داعش"، معتبراً أن "حقيقة داعش كشفتها معركة تل أبيض، والأمر مؤشّر لحجم داعش فإذا وجدت قوة مقاتلة يمكنها مواجهة داعش جدياً، ومن الممكن هزيمة هذا التنظيم على الأرض وليس عبر التحالف الدولي والعملية الصورية التي تقول انها تستهدف الارهاب، وأحيانا ليست سوى افراغ المقذوفات الخاصة بها في مكان قد يكون فيه داعش وآخر قد لا يكون ".


حل سياسي
يتمنى سارة أن يكون هناك "حلّ سياسي للازمة اليوم قبل الغد، لكن إذا لم تتحرك القوى الاقليمية والدولية لخلق اطار الحل السياسي وتوفير ارادة فاعلة تحت أقصى الضمانات فهذا يعني أخذ البلد إلى دمار كلي وشامل، لأن الحرب لن تقف لعدم وجود من يتدخل لوقفها، خصوصاً في ظل وجود أطراف مصممة على الدخول إلى جانب النظام حتى النهاية، وأعلن (الرئيس الايراني) حسن روحاني مؤخراً ان ايران ستدافع عن النظام حتى النهاية، وكذلك فعل الامين العام لحزب الله".
وفي شأن الحل السياسي، ذكر بأن المعارضة السورية اجتمعت في القاهرة وأصدرت خريطة طريق للحل السياسي لسوريا. أما عن خيار التقسيم، فلا يخفي سارة أن هناك "مشاريع للتقسيم لكن لا امكانية لتنفيذها"، متسائلاً: "إذا تحدثنا عن دويلة علوية في الساحل فأين علويّو تركيا منها؟ وأين اكراد تركيا من اكراد الشمال؟ ".
والسؤال: "هل يحتمل العالم اليوم واميركا تحديداً ان تجري اعادة هندسة المنطقة على شاكلة "سايكس بيكو"، نحن لسنا في بداية القرن العشرين بل تجاوزنا "سايكس بيكو" بنحو قرن وضمن آليات وتعقيدات كبيرة".


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى حوار       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: