آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أخبار التجدد

نسيب لحود المجدّد والديمقراطي (اللواء)

الجمعة 3 شباط 2012

شعور اللبنانيين سياسيين ومواطنين بالحزن على غياب النائب والوزير السابق نسيب لحود دليل على مكانته المميزة نهجاً وممارسة ونبرة واضحة وتطلعاً إلى مستقبل يوفر الاستقرار والطمأنينة للمواطنين كافة، فعلى الرغم من نبرته البعيدة عن الإثارة كان أكثر تأثيراً على الرأي العام وأدعى إلى الاهتمام والتأمل وصولاً إلى القول بأنه صاحب دور إصلاحي وفق رؤية اعتمدها من وعي وطني واجتماعي ومعرفة بثوابت التقدم وعصر التطور.

ولم يكن ترشح نسيب لحود لرئاسة الجمهورية نتيجة طموح بمركز على هذا المستوى بل لبناء دولة حديثة ديمقراطية تعتمد الكفاية والخبرة وليس الشفاعة والوساطة وما بات معروفاً بالمحاصصة، لكل فريق وفئة مقربون أو مرتهنون يدورون في فلكها ويهملون واجبهم لشعورهم انهم تحت مظلة النافذ الذي دفع بهم إلى هذه الوظيفة او تلك.

كان الراحل نسيب لحود منفتحاً على الأفق الارحب من حيث امتلاك ما يجب ان تكون عليه الدولة من عدالة ومساواة وقدرة على امتلاك الحصانة والمنعة ضد كل من يهدّد الاستقلال والسيادة ويمنع اي تدخل في شؤونه ما لم يكن مبنياً على المصلحة المشتركة سواء كان من الاشقاء او الاصدقاء؛ ومن هنا ارتفع صوته عالياً في ثورة الارز داعياً إلى امتلاك لبنان قراره الحر بعيداً عن اي تأثير سلبي.

وقد دافع الراحل بقوة وجرأة عما يختزنه الشعب من مشاعر وتطلع متفائل بمستقبل واعد، فلا ارتهان ولا تبعية لأحد بل استقلال وسيادة وبُعد عن التعصب والفئوية والحزبية بل الالتزام برسالة يلتقي المواطنون كافة تحت لوائها وبلد يحتضن ابناءه جميعاً وتكون العدالة والمساواة بين الناس وبين المناطق هما القاعدة الواجب اتباعها وليس هناك من وجهة نظر منطقة منعمة واخرى تحتاج الى ما هو حقها وحق ابنائها.

كان نسيب لحود رجل الاعتدال بامتياز من دون ضعف او تهاون بل جرأة كافية لمحاربة كل خطأ او تجاوز بأسلوب هادئ ومقنع فيلتف حوله الاصدقاء ويحزن الخصوم لانه صاحب فكر اصلاحي لا يختلف عليه الا من يعيش التقوقع ويرتضي ظلام الاحساس بالمسؤولية والتهالك على مصالح ذاتية ضيقة، وهو لم يكن فئوياً ولا طائفياً بالمعنى السياسي لانه مؤمن ويتطلع الى القمة بنزاهة وطهارة وعمل الخير والتطلع الى المثل العليا، فالذين يتجهون للقمة يتجنبون السفح وهذا ما اعطى حزبه صفة ضم الاطياف اللبنانية من دون تمييز، وهذا ما كان عليه في قرنة شهوان قريباً من الكل ببعده عن ضيق الافق والانتماء بهوية غير هوية الوطن.

وقد كسب ثقة مميزة بشموليتها وهو يخوض معركة الانعتاق من هيمنة وفرض رأي وموقف، وظل كذلك نهجاً وسلوكاً من دون ان يسعى الى التفاف الناس حوله لكنهم قدروه لانه نموذج مختلف في ممارسة السياسة والاقتراب من الشعب من دون وعود خادعة وشعارات تدغدغ العواطف ولكنها ذات تأثير سلبي يصدم من اخذ بها.

ومعايشة الراحل المميز مواطني وسياسي الدول المتقدمة عززت امتلاكه لما يحقق التقدم للشعوب ويترجم مشاعرها إلى واقع ملموس فدراسته في بريطانيا ثم سفير لبنان في الولايات المتحدة الأميركية جعلته أقرب إلى صنّاع القرار مع احتفاظه بإعطاء الرأي والدعوة إلى تجنب الخطأ وعدم الوقوع في محاذير عدوان أو تسلط على هذه الدولة أو تلك.

واذ يخسر لبنان نسيب لحود السياسي والدبلوماسي والنائب والوزير فإنما يفتقد رجلاً إصلاحياً كان يطمح لإعطاء وطنه المكانة المرموقة في أي من المحافل والمنتديات.
 


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى أخبار التجدد       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: