آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

استعادة “النيات” النقية! - نبيل بو منصف (النهار)

الخميس 5 تموز 2018

 لم يكن مفترضا ان يبقى ملف التوترات المتعاقبة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” منذ اكثر من خمسة أسابيع الملف الاكثر سخونة وإشغالا للرأي العام الداخلي في مسار تأليف الحكومة الجديدة.

فمع الاعتراف بالثقل الذي يشكله الحزبان الاكثر تمثيلا للمسيحيين ثمة سلم للأولويات الملحة والخطيرة لسائر اللبنانيين لا يبقي العلاقات بين القوى السياسية في مصاف الملفات الاشد تسببا لأرق الناس.

ومع ذلك تُلِّح الازمة الصاعدة بين هذين الفريقين في فرض اجندتها على مجمل الواقع السياسي الى حدود باتت معها كأنها واسطة العقد الذي يتوقف عليه رسم معالم المرحلة المقبلة وهو الامر الذي لم يعد ممكنا معه حصر ابعاد الازمة بإطارها الثنائي فقط مهما برع البارعون في نفي مسؤوليات وتدخلات الآخرين في مجريات العلاقة بين فريقين شغلا منذ ثمانينات القرن الماضي معظم تاريخ المسيحيين اللبنانيين. ولكن حين يقتضي التوصيف وضع الاصبع على الجرح الحقيقي لا يعالج الامر على طريقة التسوية التي توجب توزيع التبعة على الفريقين مناصفة.



فلسنا هنا امام محاصصة سلطوية كتلك التي يعمل الرئيس المكلف سعد الحريري على إرسائها ضمن حكومته العتيدة بل امام ظاهرة تتصاعد معها نبرة عدائية من جانبي اتفاق “اعلان النيات” الذي قام على اساسه “تفاهم معراب” ولا حاجة للباقي المعروف الذي لم يجف حبره بعد منذ انتخاب الرئيس ميشال عون. ما يتعين طرحه والمكاشفة به بكل وضوح هو التساؤل الى متى يمكن تصديق وجود فاصل وهمي بين رئيس الجمهورية وتياره وتحديدا رئيس تياره الوارث هذا الموقع بارادة الرئيس اولاً؟ تبعا لاستحالة الفصل بين الرئيس وقيادة التيار ثمة تساؤل طارئ جديد لا بد من طرحه : الى أي حد تعتقد القيادة العونية المزدوجة انه يمكن تحجيم “القوات” وفرض اجندة محددة عليها لإدخالها بيت الطاعة او اخراجها من معادلة السلطة من دون ان يوحي ذلك بوجود مخطط تتوزع عبره الأدوار بين قوى معروفة ومتحالفة مع الرئاسة و”التيار الوطني الحر”؟ وهل يتولى الفريق الرئاسي – العوني وحده مهمة تخيير “القوات اللبنانية” بعد الحجم المباغت الذي اكتسبته في الانتخابات النيابية بين تحجيمها او اخراجها من السلطة والحكومة؟

ان مجمل هذه الأسئلة لا تتصل برغبات في تكبير الهوة بين الفريقين وهي أصلا باتت اكبر بكثير مما يخال كثيرون. ولكن توجيه اتهامات عونية الى “القوات” من طراز “التآمر على الجيش والمقاومة” على نحو متزامن مع لقاء القصر بين الرئيس عون والدكتور جعجع يعتبر إحدى الظواهر المتقدمة جدا في تصفية “اعلان النيات” وعودة صافية نقية للنيات القتالية ولو في السياسة والتعبئة الحزبية والإعلامية والنفسية والتي طبعت سابقا حقبات العداء بينهما. ولا حاجة بعد هذا الى اقناع العموم بأن تسوية تجري الان لكل الركام المتراكم من انهيار متدرج لذاك التفاهم الظرفي ولن تنفع بعد الآن محاولات تجميل الاتجاهات الاقصائية التي تندفع اليها القيادة العونية المزدوجة بلا تردد نحو شريكها المسيحي المضارب.

 




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: