أرشيف
إيران محور زيارة ماكرون لواشنطن - رنده تقي الدين (الحياة) الأربعاء 18 نيسان 2018 كتب روجير كوهن المعلق اللامع في «نيويورك تايمز» أن الصداقة بين الرئيسين الفرنسي ماكرون وترامب من أغرب الأمور على رغم أنها ليست مفاجأة. فرأى أن الرجلين وصلا من لا شيء إلى أعلى المناصب في بلديهما نتيجة رفض شعبي للسياسة التقليدية. وقال إن كل منهما على طريقته، خطأ تاريخي. فيوم الاثنين خلال زيارة الدولة إلى واشنطن يأمل ماكرون بفضل هذه الصداقة الغريبة التي تربطه بترامب بإقناع نظيره الأميركي بعدم الخروج من الاتفاق النووي مع إيران. هذه المهمة ستكون فاشلة كما فشلت محاولة ماكرون بإقناع ترامب بخطأ نقل السفارة الأميركية إلى القدس. فماكرون كرر مرات عدة معارضته لذلك لكن ترامب لم يسمع إلا لصهره جاريد كوشنير في الموضوع الإسرائيلي. أما بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني، فترامب يراه سيئاً وناقصاً وأعرب مرات عدة عن عزمه على الانسحاب من الاتفاقية في منتصف الشهر المقبل. وإذا حصل ذلك، ستضطر الشركات الأوروبية التي تعمل في الولايات المتحدة إلى العودة لتطبيق العقوبات على إيران. وعلى سبيل المثال، توتال النفطية الفرنسية التي لديها استثمار ضخم في الغاز في حقل ساوس بارس الإيراني ستكون مضطرة على ذلك. ومسعى ماكرون في الملف الإيراني سيصطدم بخلاف أميركي مع فرنسا وأوروبا حول أسلوب التعامل مع إيران وحليفها في المنطقة «حزب الله». فماكرون مقتنع أن الحوار المستمر مع هذا البلد يمكنه التوصل إلى نتيجة لإقناع النظام الإيراني بتغيير نهجه والكف عن زعزعة استقرار المنطقة. لكن النظام الإيراني ليس في وارد تقبل مثل هذا المنطق. فمنذ ثورة الخميني وهو يصعد زعزعة الاستقرار من سورية إلى العراق ولبنان واليمن والسعودية. فكيف يقتنع هذا النظام بالكف عن حماية الأسد وتزويد «حزب الله» بالسلاح المتطور واستخدام الأرض اللبنانية والضاحية الجنوبية في بيروت من حيث تبث قناة «المسيرة» الحوثية وتدخلها في اليمن ومحاربة السعودية. كما أن إيران تمول شباب لبنان الشيعة في الحزب ليقاتلوا ويموتوا لحماية نظام سوري مجرم يقتل شعبه. ماكرون لن يقنع ترامب لأن ترامب يريد المزيد من الأفعال من الأوروبيين وفرنسا. فهو يطالب الاتحاد الأوروبي بتعميم العقوبات على «حزب الله» وليس فقط على الجناح العسكري منه. لكن فرنسا مهتمة باستقرار لبنان ومدركة أنها إذا أرادت أن تلعب دوراً فيه عليها أن تتحدث مع جميع الأطراف ومنها حليف إيران حزب الله. وترامب لن يقتنع من صديقه ماكرون بأن الحوار مع إيران وحلفاء هذا البلد في المنطقة سياسة صائبة.
|
|||||
|